الاثنين، 19 أكتوبر 2020

ايضاح العلة فى تصديق التاريخ و الأدلة

  بسم الله الرحمن الرحيم 

ملحوظة
المقالة دي هى عبارة عن رأي شخصى مزود بالمصادر العلمية من كتب التاريخ و مقالات الأنترنت ... انا منقلتهوش من حد دى مقالة انا كاتبها بنفسى ... و هذا العمل اشبه ما يكون ببوستات الفيسبوك اللى انا كنت بكتبها و لكن على اكبر شوية ... فهتلاحظوا كثير من العامية يا حضرات ... الحاجات دى قابلة للنقاش طبعا و يا ريت لو حد يناقشنى فيها و يزود عليا او يقولى غلطى فيها ... طبعا بأسلوب علمى بالأدلة يا ريت او يستفسر منى عن تفاصيل اكبر فى اى نقطة هو عايزها ... لأن المقالات اللى من النوع ده هي برضه سرد للى انا بتعلمه مع نفسى من علم التاريخ و هكون سعيد جدا لو حصل ان حد طلب انه نتعلم سويا و نتناقش مناقشة كاملة على الجروب عندى فى الفيسبوك ... و ده احد اهم الاهداف الكبيرة ليا من المدونة و الفيسبوك و هو انى ازود معرفتى فى التاريخ بالذات بكثير من المناقشة
جروبى على فيسبوك
https://www.facebook.com/groups/Esterlab2017/
.....................................................................................................................................................................

احنا بنيجى نقرأ تاريخ بنلاقى مشاكل كتير ....

اللى بنقرأه ده نبنى فهمنا فيه ازاى ؟؟ ... نصدقه و لا منصدقهوش ؟؟ ... شبه واقعنا المعاصر و لا لأ ؟؟؟ .... التفاصيل اللى فيه كانت خاصه بوقته و لا كل زمن ممكن تحصل فيه ؟؟ ...


انتشرت كوميكس و تريقة على الفيسبوك الايام دى على موضوع كان احد الاصدقاء حكى لى عنه ... الموضوع ده يخص جده الأكبر اللى عرف عنه اخبار ... كان بيقولى انه رفض شراء ارض كبيرة جدا فى عصره كان تمنها 5 جنيه بس ... و الموضوع ده فوجئت انه منتشر مش بس فى العائلات اللى حوليك و انما منتشر فى مصر كلها ههههه ... بصرف النظر عن الموضوع صادق او لأ من بعض الناس اللى بتقوله ... المشكلة الحقيقية هنا فى الفهم ... هل ال5 جنيه دى كتيرة و لا قليلة ؟؟ ... طبعا انت لو قيست على عصرك انها 5 جنيه اللى بتجيب بيها كيس شيبسى هتبقى مشكلة ... لأنك كده مفهمتش العصر اللى كان فيه الأرض ام 5 جنيه .... ببساطة لأن معظم الناس مكانش معاها ال5 جنيه دى و كان فى عملات كتير اقل من ال5 جنيه و كانت بتشترى معظم ضروريات الحياة .... زى المليم و القرش و الجنيه ده وصل فى فترة من الفترات بقيمة كبيرة جدا ... فكان اللى يكون معاه 5 جنيه دى حاجه كبيرة جدا بالنسبة للناس البسطاء ... و اساسا مرتبات الناس مكانتش كبيرة ... فالقيمة الشرائية لل5 جنيه وقتها كانت كبيرة جدا مثلا ... طبعا ده لسه موضحش اذا كانت رخيصة و لا غالية بس ابتدينا نفهم ان المبلغ كبير نسبيا بالنسبة لوقتها ... ساعتها بقى هتضطر انك تبحث فى اسعار العقارات و الاراضى فى الفترة دى و تقارن الاسعار ... و تبص على الاسعار فى الحتت الراقية و الحتة دى اللى فيها الارض ... و تفضل تقارن بين الاسعار ... شغلانة ... بحث .... ده ببساطة لأنك معيشتش وقتها ... 
ليه ؟؟ ... التفاصيل مهمة جدا ... و القراءة من مختلف الزوايا مهمة ... مهمة فى الفهم

احد المواضيع اللى حبيت انى ابحث فيها من فترة قريبة قصة تخص مدفع البازليك اللى موجود فى انجلترا و تم ضرب سور القسطنطينية بيه ... حسب وكيبيديا المدفع ده 18 طن ... يقال انه اتنقل و اتحرك ب200 ثور ...وكان المدفع عظيماً لدرجة أن تحريكه يتطلب جهد 60 رجلاً... هنفهم تقريبيا سويا ... 


طبعا يخيل ليك فى العصر ده لو انت عايش وقتها بوزنه العظيم اللى بيجره 200 ثور فهو وزن عظيم جدا ليس له مثيل ... لكن فى الحقيقة بالنسبة لوقتنا الحالى هتجره شاحنة عادية جدا ... حسب ما دورت برضه لقيت قدرة محركات الشاحنات الثقيلة فتتراوح بين 200 وأكثر من 400 قدرة حصانية ... جيمس وات لما حب يقيس القدرة للمحركات اللى عملها قالك هنقيس قدرة الماتور بقدرة الأحصنة اللى كانت مستخدمة انذاك فى جر العربات ... فقالك دلوقتى الكاريته مثلا بتتجر بحصان او اتنين حقيقيين فدى قدرتهم على جر العربة دى ... فأحنا هنقيس قدرة الماتور تقدر تحل محل كام حصان ... قالك ان قدرة حصان على انه يرفع من الأرض وزن 75 كيلوجرام لمسافة متر فى ثانية واحدة هى دى قدرة الحصان ... طبعا بعد شوية حسابات متعددة و مراقبة للأحصنة و القصة دى وصلنا لمفهوم هو ثبته و قال عليه كده فبقيت قدرة الحصان بتتقاس كده ... فأنت لما تيجى تقول الماتور ده مثلا قدرته 200 حصان فأنت بتتخيل تقريبا ان العربية اللى فيها الماتور ده ممكن يحل محل الماتور بتاعها 200 حصان حقيقى تقريبا ... حاجه جامدة جدا طبعا ... فأحنا هنحسب 18 طن دول يشيلهم كام حصان ... فلو حسبناها هنلاقى ان 18 طن دول هتشيلهم شاحنة زى ما قلنا ممكن متقلش عن 200 قدرة حصانية فلما قالوا 200 ثور غالبا المعلومة مش مبالغ فيها هى تقريبية طبعا هو الثور بيجر اكتر من الحصان بشوية فكده نقدر نفهم ان 18 طن جرهم 200 ثور ده غالبا عادى ...
فنلاحظ دايما انك فهمك للأحداث التاريخية غالبا مش هتعرف تفهمه لوحدك ... لابد من تخصصات مختلفة تحلل المواضيع التاريخية الكبيرة ...

كتير مننا ممكن يوصل لمفهمومه انه وصل لحقيقة تاريخية من مجرد قراءة تفصيلة بسيطة ... زى مثلا على سبيل المثال ان (  الحملة الفرنسية فى مصر لها ايجابيات كبيرة بما فيها العلوم ) ... يذهب لمخيلتك فورا بمجرد القراءة ان الحملة الفرنسية لها كثير من الايجابيات العلمية ... هذا صحيح ... هناك ايجابيات علمية كبيرة جدا ... لكن كن فى منتهى الحذر ... هذا لا يعنى اطلاقا انهم يحترمون العلم كمان نتخيل فلا يجيب مثلا اخذهم مثل اعلى فى ذلك ... و انما استخدموه لمصلحتهم فى مصر ... ربما ... انت لا تعلم ... هنا انت لم تعرف اصل ما هى الحملة الفرنسية التى جاءت و ما اهدافها ! ...  انت لم تعرف اقتحامهم لأهم اماكن العلم فى مصر انذاك ... الأزهر الشريف ... كيف انهم دخلوه بخيولهم فى ثورة القاهرة الأولى  ... 
و كثير من الصحف و المواقع المصرية كل عام وقت ذكرى الحملة الفرنسية و فى مناسبات مختلفة يتذكرون هذا الحدث 
مقالة فى المصري اليوم
نابليون قبل وقف الضرب، ولكنه أرسل جنوده إلى الأزهر، فدخلوا الجامع بخيولهم عنوة وربطوها بصحنه وكسروا القناديل وحطموا خزائن الكتب ونهبوا ما وجدوه من متاع، ولم يخرجوا منه إلا بعد أن ركب الشيخ محمد الجوهرى إلى نابليون وطلب منه متوسلًا أن يخرج جنوده من الجامع الأزهر فقبل نابليون

طبعا فى كتاب ( وصف مصر ) هناك اراء تقول ان الكتاب هو كشف مصر بالكامل للمحتل الانجليزى الذى جاء بعد ذلك و كان اقتحامهم لمصر و معرفة شعبها و عاداته اسهل على الانجليز كثير من الفرنسيين الذين تفاجأوا بالموضوع لأول مرة ... فكان ده سبب مباشر فى كشف مصر امام المحتلين ... فما هو رأيك انت ؟؟




انت وقت قراءتك فى التاريخ لابد انك تعرف شئ مهم جدا فكرك الشخصى هيأثر عليك بشكل كبير جدا فى التاريخ و هويتك كذلك هتأثر عليك فى التاريخ كويس جدا ... ريتشارد قلب الأسد حتى اليوم فى انجلترا رمز للقائد الصليبى الأسطورى و فلاد الثالث المعروف بدراكولا اللذى عذب ضحاياه و اعدم الكثير من المسلمين بطلا فى بلغاريا و كذلك جنكيزخان بطلا فى منغوليا و تيمورلنك بطلا من ابطال الأتراك ... صحيح هم جميعا فى نظرنا قتلة و اعداء ... لكنهم ابطال قوميين فى بلدانهم ... هذا لا يمثل حقيقة تاريخية و انما اعتناق فكرى ... انت ممكن فعلا تشوف ريتشارد قلب الأسد بطل بالنسبة ليك ... ده لما تعتنق فكر ريتشارد قلب الأسد اصلا او يكون فكرك قريب من فكره ... فى فرق بين الاحترام و انك تستفيد بحياته فى اشياء معينة و فرق بين انك تشوفه مثل اعلى و بطل ليك ... اللى عايز اقولهولك الحقيقة التاريخية ساعتها هتكون دخول البلدان و احتلالها من قبل ريتشارد  قلب الاسد و معاركه مع صلاح الدين و حملاته على بلاد الشرق و المسلمين لكن سيظل الى يوم الدين من يرى ان البطل صلاح الدين و اخر يرى ريتشارد قلب الأسد هو البطل و هذا لن ينتهى الا اذا اصبح جميع البشر بفكر واحد .... هذا هو التاريخ ... الاحداث واحدة و التحليل مختلف من شخص لأخر و من حضارة الى اخرى و من وقت الى اخر و من شعب الى شعب ... مبادئ و ثقافة و فكر كل شعب و كل شخص و اخر هى ما تحلل الموقف ... و كله ليه مفهموه فى فهم الدنيا و الاستفادة من التجارب السابقة ...


ده تمثال لريتشارد قلب الأسد فى انجلترا 

اللى بيدور على حقيقة مطلقة كمان مش هيلاقيها ... كذلك لن يكون رأيك واضحا ابدا و هيكون ناقص نقص شديد لو انت مقرأتش بتفاصيل مختلفة ... تقرأ التفاصيل من بلدنا و من بلاد غيرنا و من كل شخص و تسمع من الجميع و انت من ستقرر فى النهاية رأيك ... ستقرأ عن ريتشارد منا و منهم و ستقرأ عن صلاح الدين منا و منهم ... و سترى رأيك فى النهاية ... يمكن تشوف ان الاتنين مجرمين و يمكن تشوف فى واحد فيهم بطل و التانى لأ ... و ممكن تحترم الاتنين و تكرههم  ... اعرف ان رأيك هو شخصيتك ... و اعرف ان اللى وصلتله هيشكل دماغك و فكرك ...

طب ازاى اساسا اصدق اللى بقرأه ؟ مش جايز يكون اصلا غلط ؟؟؟

التاريخ هو علم من العلوم الظنية كأى علم من العلوم الحياتيه معرض للصواب و للخطأ لعدم عصمة اى بشرى من الوقوع فى الخطأ و كلنا نعلم ان العلم هو عبارة عن تعبير لفهمنا للواقع و التاريخ علم بيعرفنا كل ما هو قديم من اخبار و تعليق عليها من المؤرخين اللى بيكتبوا الأخبار دى و الاثار اللى بنلاقيها و المخطوطات ...الخ و عند الاخذ بالأدلة التاريخية المكتوبة لا يجوز اخذها من مصدر واحد حتى لو كان المصدر ده هو المصدر الصحيح بنسبة 100 % كما يقال احيانا و حتى لو كان المصدر ده مصدر من مصادر حضارة تانية ... مفيش حاجه اتسجلت الا و ليها فايدة حتى لو كان اللى اتكتب تدليس وكدب ... ليه ؟؟ ... احنا منعرفش اساسا الخبر الصحيح علم التاريخ ده مبنى على كل ما وصلنا من اخبار و قصص و مخطوطات و اثار و اى حاجه بتشير للحقبة اللى الخبر التاريخى ده بيحكى عنها فبكده كل ما يمت للمرحلة دى بصلة فهو مهم للفهم ... يعنى اى اثر يتم ايجاده او اى مخطوطة او اى شئ بتقربنا اكتر للفهم ... بتقربنا اكتر للتوضيح الحقيقى ... مفيش حاجه مسلم بيها و مفيش حاجه صح 100% ابدا ... طبعا احنا بنستثنى الأحداث التاريخية المذكورة فى الروايات الدينية دى ليها حسابات اخرى ...

و بكده علم الاثار و علم التاريخ زى النظرى و العملى هما الاتنين وجهين لعملة واحدة الاتنين مهمين ... و طبعا بيساعدهم كل تخصص بيدرس اى حاجه قديمة من مخطوطات و غيرها ...

فأى حاجه بتتكتب و بتكتشف من أخبار قديمة او اثار يجيب انها تتحلل تحليل منطقى و قبلته او رفضته دى حاجه ترجعلك 
فتحاول دايما تسمع زى القاضى من جميع الأطراف و تقرر انت بقى رأيك فى النهاية ... خلينا متفقين على حاجه التاريخ كله اساسا ممكن يبقى مش صحيح بنسبة كبيرة و ممكن يطلع صحيح بنسبة كبيرة انت مشوفتش حاجه ... بس طول ما انت بتسمع الاخبار كلها و بتجمعها صح و بتعرف كل الزوايا على قد ما تقدر هتقرب للصح و هتعرفه غالبا و برضه هتقول الله اعلم ... البحث بتاعك مش لازم يكون زى ما حصل و صحيح لكن انت وصلك على الأقل جزء من الحقيقة اللى مبنية عليها الدنيا دلوقتى و الجزء ده هيبقى مهم من جميع الجوانب حتى الجوانب الدينية ... هيخليك تفهم الدنيا من حواليك ... اساسا لو بتقرأ فى التاريخ انت بنفسك لما توصل لبعض الأخبار هتقول انها كذب و انت محضرتش الخبر لأن فى 500 خبر تانيين من مصادر موثوقة بتكدب الخبر ... بس احتمالية ان خبر واحد قدام عشرات او مئات الاخبار هو اللى يطلع صح فده شئ مستحيل بنسبة كبيرة جدا و غير معقول اصلا ...

فأنت زى ما قلنا دايما تشوف الأخبار على قد ما تقدر بس دايما تكون مقتنع ان اللى عندك من اخبار هو قابل للتجديد بمجرد وصولك لمعلومة جديدة ... و تحاول تعرف اية اتجاه اللى بتاخد منه المعلومة التاريخية عشان لما بتعرف الأيدولوجية بتفهم اكتر ... و أقرأ تاريخك من عدوك برضه و اعرف كاتب عنك اية ممكن يكون نبه على حتة انت محتاج تصلحها فى نفسك او حتى أفترى عليك فيها فتعرف بيقول اية ....

ما نتعلمه من هذا الكلام :

1- التفاصيل فى منتهى الأهمية و علم التاريخ لا يعتمد للأسف الشديد على الأختصار 
2- التاريخ يختلف عن التأريخ ... فالأحداث العالمية كلها لا يختلف عليها اثنان فتسجيل الحدث تأريخ و لكن تحليل الحدث نفسه هو من علم التاريخ و هذا يختلف من مكان لأخر و من شخص لأخر و من عصر لأخر
3- التاريخ لابد من الاستفادة به نعم و نقيس منه على الحاضر و لكن قياسه على الحاضر يتطلب احيانا بعض البحث و الفهم للحدث القديم 
4- لا يوجد ما يسمى بالحقيقة المطلقة و لكن لكل شخص مفهومه فى فهم احداث الدنيا 
5- الماضى كالحاضر كالمستقبل فى تسجيل احداث التاريخ و لكن تحليل هذه الأحداث مفهومه يختلف ... و كذلك ما هو واضح و ما هو غامض نجده فى الماضى و الحاضر و غالبا حسب فهمنا ايضا المستقبل لا فرق ... دلوقتى فى اخبار انت مش فاهمها و زمان فى اخبار مش فاهمها و فى حاجات مش عارف تتنبأ بيها بعدين بسبب دلوقتى و الفرق بينهم كلهم هو المعلومات اللى فى ايدك فجيب معلومات من المصادر اللى تقدر توصل ليها ايدك ... و حللها كويس
6- فهم التاريخ يتطلب احيانا تخصصات مختلفة كما هو الحال فى اخبار الحاضر ... فلا تتعجل ابدا فى حكمك على شئ الا عندما تسمع او تقرأ او تعرف اراء المختصين بشأنه

متنسوش تبقوا تناقشونى فى كل ذلك يا جماعة ... و بالمناسبة هذه المقالة لم تكتمل تماما و لها بقية ان شاء الله و بعض التعديلات و لكنى احببت نشرها حاليا على هذا الوضع






ما هى مصادرنا ؟

بسم الله الرحمن الرحيم   السلام عليكم بداية المدونة دى خاصة و كنت اتكلمت قبل كده هنا  المدونة دى بتاعت مين و فيها اية ؟  عن مين أنا بشكل مخت...